عيد المرأة…ليس مجرد عيد بسيط…

هي الأخت والأسيرة والشهيدة و السياسية و المناضلة و القاضية و المحامية و الطبيبة و المعلمة و الفلاحة ... صاحبة رسالة توارثتها جيلاً بعد جيل ونسجت خيوطاً من الوفاء وعهداً لا إنفصال فيه ولا إنفصام.
وهي الجدة التي غرست في الأرض ابتسامة وأمل وصنعت تراثاً مزركشاً عنواناً من عناوين الوجود التاريخي والحضاري لاجيال تتناقلته عبر العصور وظل أحد أهم ركائز تطور المجتمعات وتحضرها.
وهي الزوجة الحبيبة والعشيقة والصديقة حافظة البقاء حتى الأبد، ورفيقة الحياة وعبقها الدائم المتجدد في أبدية المكان.
هي النفس وروح الحياة المنبعث في فضاء الكون، وحاضنة الرسالة الإنسانية الخالده وجواز عبورها الى المجد بابتسامه وثقة وأمل متجدد مفعماً بالحياة.
هي المقاتلة والمناضلة والثائرة المنبعثة نوراً وحياة في الوطن المحتل أو في الشتات، حارسة الحلم وضامنه البقاء وموقدة نار الثورة ومؤسسة العهد الجديد.
هي المرأة مهما تبدلت أدوارها ظلت بروحها واحدة تجمع كل الصفات وتتقن فن إدارتها بامتياز وباستثنائية لا يستطيع أيً من الرجال إتقانها فهي معجونة معها منذ التكوين بالصبر والرقة والحنان والحب والاحساس والطاقة والغيرة والجمال والانوثة والكبرياء الزاهد والطيبة المتواضعة.
هي المرأة في يوم عيدها، ماضية للأمام بخطوات واثقة لا تنظر للخلف بتاتاً بل تتقدم بجدارة الى الأمام، لتخلع عنها كل ما علق بها من وثنيات ومعتقدات خاطئة عبر السنين، وما فرض عليها من قيود وما تكبلت به من عصبيات جاهليه، مؤمنةً بحقوقها التي حفظتها لها كل الشرائع السماوية، ومتسلحة بكل ما اوتيت من قوة وعلم ومعرفة الى الأمام بلا تراجع يحذوها الأمل وثقة المدافع عن الحق.
ولعلنا اليوم وبعد أن قطعت المرأة شوطاً كبيراً الى الأمام متخطية العديد من العقبات والحواجز التي كانت تواجهها وكانت مفروضة عليها في السابق وبعدما أصبحنا نتلمس أثر مشاركتها الفاعلة في حياتنا وعلى مختلف المستويات والاشكال ومساهماتها الكبيرة في عمليه النهضة الانسانية و الثقافية والاقتصادية والعلمية والابداعية التي كان للمرأة دوراً هاماً وبارزاً لا يمكن تجاهله، الى جانب ما قامت به من إبداعات تطورت معها سبل الحياة، ولعلنا ايضاً نرى حتمية هذا الدور الذي لا بد وأن يكون خاصةً وقد إنتهى عصر عبودية المرأة الى الأبد وتخلصت من قيود الجاهلية الأولى بجدارتها وايمانها برسالتها الخالده وقدرتها على العطاء.
وفي هذا اليوم الذي يصادف عيد المرأة، ننحني إجلالاً لكل الماجدات اللواتي قدمن أرواحهن في سبيل تحرير الوطن والخلاص من المحتل ولكل من عذبن في السجون والمعتقلات وقدمن أرواحن قرابيناً على طريق الحرية والاستقلال، ونبارك للمرأة عيدها وندعوا لها بالمزيد من التقدم والعطاء على ذات الطريق لرفعة المجتمع وتطوره ومزيداً من العطاء يا نساء بلادي.
تحيا ‫#‏المرأة‬ ‫#‏التونسية‬

بورقيبة و المرأة …

الزعيم الحبيب بورقيبة، لم يكن سياسياً عادياً في جمعه بين بعد النظر السياسي والهم الإصلاحي.قوة بورقيبة كمنت في خوضه المعارك التي لم يجرؤ أحد على مقاربتها. جرؤ على ثوابت الفكر الإسلامي، ولم يقف بوجه منهجه الإصلاحي أي حصن، وكان ذلك لمصلحة القضاء والتعليم وحقوق المرأة.وهكذا صدر قانون جديد للأحوال الشخصية اعتبر مكسباً للمرأة لا مثيل له في العالم العربي، متأثراً بالتعاليم التنويريّة للطاهر حدّاد صاحب كتاب “المرأة في الشريعة والدين”. حدد سن الزواج القانونية بـ 17 سنة، وأقر الإجهاض، ونصّ على أن الطلاق لا يتم إلا أمام المحاكم، وعدّل من قوانين الإرث المستمدة من الشريعة الاسلامية لمصلحة المرأة، وحدد الزواج بامرأة واحدة لا أكثر.هذه النزعة الحداثية التي قامت عليها “الخصوصية التونسيّة”، ارتبطت بشخصية بورقيبة الكاريزماتية. وهي ناجمة بالدرجة الأولى من احتكاكه بالحداثة الأوروبية وتأثره بها، وترتكز في الوقت عينه على فلسفة وطنيّة وتاريخية وحضارية. هكذا جعل العلمانية أحد مكونات الحياة السياسية في تونس.

Pour Emna

Elle est douce, elle est discrète et me donne des frissons
Mon âme est transportée dans de doux flots amoureux
Mon coeur transi, bat la chamade en écrivant son joli nom
Adorable muse, que m’inspira un sentiment si merveilleux

Exquise timidité qui la rend si joliment émouvante
     Ma douce Emna, si discrète et tellement secrète
     Me captivant par sa fraîcheur attendrissante
    A transfiguré mon coeur endormi, le faisant poète
 En ce jour de baptême, le plus magnifique
Ma jolie princesse tu seras la reine
Myriade d’anges seront présents à cet instant féerique
Auprès de toi pour te dire combien on t’aime

#سيب #المظلوم

إن مانراه اليوم من سوء يصدر من الدولة في حد ذاتها أو مايمثلها كفيل ليوتر الأوضاع ويدخل بعض ”الشجن”
قد يتم ايقافك تعسفياً حتى من باب الشبهة من قبل مؤسسة تعتقد أنها استباقية الأفعال وقائمة الذات إلا أنها ورغم بعض انجازاتها وهمية زائلة إن واصلت على هذا المنهج وواصلت تأجيج النفس وتشتيت الجمع.
وما لنا إلا أن نقف منصفين لاخواننا ( حسام – لطفي – فراس – عثمان – بسام)
الذين اثبت القانون خلوهم من أي شبهة أو ليس هذا حد سيف ؟
إن ما يعتلينا من خجل داخله حزن وحسرة عظيم فإن لم نتحد معاً ونواجه الظلم بما يتوفر لنا وما يتاح لنا وبسلمية مفرطة و التي يجب أن تشاركنا فيها حكوماتنا نحو سبيل التغير سنتفكك ونتحلل ولن يبقى فينا من نخوة إلا رفات ….
أما بنسبة لسفيان رحمه الله فالله كفيله ولن يضيع حقه إن طبقت المبادئ وتكاتفت الشعوب مع حكومتها وفي الطريق لتحقيق ذلك لا يجب أن تهدر أرواح أو تعذب نفسيات وهذا الذي يحدث تخيل نفسك أخ لإثنين لم يشاركانك بركات رمضان ولا العيد تخيل أن ترهق في سبيل عائلة تشتت بسبب راعينا وحكومتنا جفاءا .
نطالب بالإفراج على المظلومين والكل يشهد على خلوهم من الشبهة
‫#‏سيب_حسام‬
‫#‏سيب_لطفي‬
‫#‏سيب_فراس‬
‫#‏سيب_عثمان‬
‫#‏سيب_بسام‬
‫#‏سيب_المظلوم‬

وحدة وطنية… ماذا ايها الأبله؟؟؟

دعوة رئيس الجمهورية لتكوين “حكومة وحدة وطنية” وبتشريك المنظمات الوطنية للعمال والأعراف إقرار بفشل حكومة المحاصصة الحزبية الهجينة للرباعي الحاكم وبدون قيادة سياسية على رأس الحكومة (!).. واعتراف بخطورة التحديات التي تواجهها البلاد داخليا وخارجيا.. واعتراف ضمني بقصور توافقات باريس بين “الشيخان-الشريكان-” في إدارة الشأن العام.. وتأكيد لتبعية البرلمان للسلطة التنفيذية ممثلة في رئاسة الجمهورية وفشله في أخذ زمام المبادرة السياسية وتحريك المياه السياسية الآسنة والراكدة وتغيير الحكومة، رغم الطابع البرلماني من ورق لدستور 2014.. وتأكيد جديد على أن تونس اليوم لا يحكمها في الممارسة دستور 2014 الشبه برلماني بل دستور 1959 الشبه رئاسي.. فاللهم احفظ بلادنا من الشبه-شبه-شبه.. تونس في حاجة إلى سلطة تنفيذية قوية وديمقراطية وعادلة، وليس لنظام الشَّبَح-شَبَح..

Image

تركيا و الإنقلابات … علاقة حب لا تنتهي

من سمات الانقلابات العسكرية، أن القوى العسكرية التى تقوم بها، بما تشمله من مجموعات ووحدات وأفراد عسكريين، إنما يتحركون بآلاتهم وأجزتهم الحربية للسيطرة على الأوضاع المادية والإحاطة بها والتمكن منها، إنما يفعلون ذلك وهم لا يعرفون أية أهداف سياسية ستتحقق بسبب حركتهم، ولا يعرفون أنهم يقومون بانقلاب عسكري يستهدف الإطاحة بالنظام السياسي القائم فى الدولة، ولا أنهم يستبدلون به نظاما آخر وسيطرة سياسية أخرى، لا يدرى هؤلاء المتحركون عنها شيئا. ولا يعرفون ما هى المجموعة السياسية التى سيتاح لها بصنيعهم أن تتولى السيطرة على الدولة. يظهر هنا الفارق الواضح بين تغيير نظام الحكم بواسطة ثورة شعبية، وبين تغيير بواسطة الانقلاب العسكري، لأن حركة الجماهير فى الثورة الشعبية التى يسقط بها نظام الحكم هى حركة ظاهرة الأهداف، وكل من يشارك فى العمل الثوري الجماهيري إنما ينضم إليه ويشارك فيه عارفا بالأهداف المنشودة من هذا الحراك وهذا التجمع، أما بالنسبة للانقلاب فإن القيادة العليا للقوة المسلحة هى وحدها التى تعرف الهدف السياسي من وراء حركة الجنود، وكل الجنود المشاركين فى العمل حشدا وتوزيعها للمهمات يجهلون تماما ما يكمن خلف صنيعهم من نتائج منشودة. ولا يعرف الهدف السياسي لهذا الحراك العسكري إلا فرد أو جماعة ضيقة جدا محدودة العدد من القيادات، يسوقون أكبر قوة مادية فى الدولة والمجتمع إلى غير ما تعرفه هذه القوة .
ما يحدث الان في تركيا شبيه بما حدث في سنة 1908؛ الانقلاب العسكري الذى قامت به فرق من الجيش العثمانى على سلطة السلطان عبدالحميد الثاني فى اسطانبول. لقد سارت هذه الفرق العسكرية من سالونيك وغيرها فى البلقان، متجهة شرقا فى أراضى الدولة إلى العاصمة اسطانبول، وكان الجنود يهتفون بحياة السلطان عبدالحميد لما أشاعته القيادة العسكرية من أن هذا الحراك إنما يجرى لبلوغ العاصمة ولحماية السلطات عبدالحميد من مخاطر تحيط به، ولما بلغ الجنود قصر السلطنة وزعهم قادتهم حوله بما أحكم الحصار على القصر، ودخل القادة إلى السلطات وأملوا عليه ما رأوه من شروط وقرارات وأجبروه على قبولها. ثم عزلوه نهائيا فى سنة 1908. وهكذا فإن قرار الانقلاب وفكرته كانت حكرا على قيادة فرق الجيش المتحرك، دون أية معرفة بها ممن قاموا بالحركة ونفَّذوها، وحققوا أهداف القيادة بصنيعهم دون أن يعرفوا بها، بل على عكس ما استقر فى وعيهم الجماعى أنهم يصنعوه بحركتهم.

محكمة عسكرية تقاضي شابا من ذوي الاحتياجات الخصوصية لأنه لم يستجب لآداء الخدمة العسكرية

الشاب علاء تليلي من مواليد سنة 1986، وهو من ذوي الاحتياجات الخصوصية وقاطن في معتمدية فريانة بولاية القصرين تلقى يوم الجمعة 29 جويلية استدعاء من مركز الأمن الوطني بفريانة للمثول أمام أنظار المحكمة العسكرية بالكاف وذلك بسبب عدم امتثاله للاستدعاء الموجه له لآداء الخدمة الوطنية.
ووفق ما صرح به الشاب علاء تليلي فانه لم يتلقى اي استدعاء وأنه تفاجأ بسيارة الأمن أمام منزله ليبلغه الاعوان أنه عليه أن يتصل بمركز الشرطة ثم سلموه استدعاء للمحكمة العسكرية مستغربا في الان نفسه كيف أن السلطات الامنية والمحلية لا يعرفون حالته الصحية ويرسلون وثائقه لمصالح وزارة الدفاع الوطني مؤكدا أن الأمر عادي بالنسبة اليه وسيتحول الى المحكمة العسكرية ويسوي وضعيته.
و أكد لسيد عادل مبروك معتمد فريانة الذي قال إن مصالح وزارة الدفاع الوطني تطلب في كل سنة مضامين من بلغت أعمارهم 18 سنة فيتم ارسالها كما هو مطلوب ثم تتولى الوزارة استدعائهم وفي بعض الاحيان تطلب وزارة الدفاع معطيات اضافية في خصوص بعض الشبان، لكن في ما يخص الشاب علاء التليلي فعليه تقديم ملفه الصحي واثبات خصوصية حالته.
و من جهة  اخرى وضح العقيد بلحسن الوسلاتي الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني في كل حصة تجنيد يتم تسلم قائمات حصص التجنيد والأفراد المعنيين بأداء الخدمة الوطنية من المعتمديات والتثبت معها خاصة في ما يتعلق بوجود المعنيين بالأمر على قيد الحياة وكذلك مقر الإقامة. وأضاف قائلا: "كل مواطن له وضعية تعفيه أو تمنعه من أداء الواجب الوطني مطالب بالمثول أمام اللجنة أو الالتحاق بمكتب التجنيد مرجع النظر وتقديم الوثائق اللازمة قصد تسوية وضعيته القانونية، وفي صورة عدم تسوية الوضعية تتولى المحكمة العسكرية تتبع المعنيين بالامر".
هذا وقد تفاعلت مع علاء التليلي عديد الصفحات على الفايسبوك ونشطاء في المجتمع المدني املين في أن تسوى وضعيته في أقرب وقت مع العلم أن علاء تليلي يتنقل يوميا من فريانة الى القصرين ليزاول دراسته في احدى المدارس الخاصة بذوي الاحتياجات الخصوصية وهو عازف قيتار وشارك في عدة تظاهرات

نبذة عن الفكر السلفي الوهابي

الذهنية السلفية انشداد إلى الماضي وكره للحاضر وخوف من المستقبل
ألا لا يمنعن رجلا هيبةُ الناس، ان يقول بالحق ولو على النفس والغير ما دام شعارنا كلمة حق تقال …
ان النقد منتهى كل تفكير يحاول مغادرة حالة السكون التي هو فيه ، وهو تحرر من السلط المستحكمة على العقل ، خاصة ما يعتاده الناس ويألفونه ، سواء في تفكيرهم ، أو في حركتهم في الحياة ، أو فيما ينتجونه من الأفكار ، لأنه بدونه ، لا يمكن لفرد أو مجتمع أن يتقدم في طريقه ، وسيقف مراوحا مكانه ، لا يتجاوزه ، وذلك لأنه واقع في أسر الراهن والواقع والمألوف ، سابح في وحله ، لا يستطيع مجاوزته ، دون إحداث مسافة بينه وبين العقل ، تتيح له الخروج منه والنظر إليه دون خوف ، وذلك ما يحدث للسلفية الجهادية بالمغرب اليوم ، في لحظات معينة ، تقف فيها ناقدة لما مر بها أو لما تعيشه ولا تستطيع تجاوزه ، وهو امر طبيعي يحدث للفرد والجماعات والمجتمعات ، ، حين ينتقلون من مرحلة إلى مرحلة ، ومن وضع إلى وضع ، ، وتقلع عن مرحلة كاملة ، لتدخل أخرى ، وهي لا تكاد تنتبه إلى ذلك ، دون وجود حركة فكرية مقابلة ، ترشد وتعقلن هذا التغير ، وتسدده نحو سبله الصحيحة ، وهذا من معاني النقد .
لهدا كله ينبغي أن نمارس النقد ونوظفه ، فلا ندع سلطان الأشياء أو الخوف يستحكم فينا ، ولهذا يجب نقد الحركات والأفكار جميعا ، مهما بدت عظيمة ، أو مستعصية على النقد
إنها رؤية من الداخل،اي من داخل تيار ما يصنف امنيا بالسلفية الجهادية بالمغرب لأن التغيير يبدأ من الداخل.
وهي رؤيةٌ من الداخل، لأن كاتبها باعتباره وليد خبرة افرزتهاالتجربة الميدانية يؤمن بأن منهج السلف هو السبيل إلى إصلاح حال الأمة. ويفرق ما بين المنهج المنزل والدخيل المجزل, وهي رؤية من الداخل، فرضتها أحداث ومواقف كثيرة، مست المنهج السلفي ، وتعدت الخطأ الفردي، فلم يعد يجدي أن تقول: لعل للبعض عذراً وأنت تلوم. تأتي هذه الدراسة في وقت الحاجة إلى البيان، بعد أن أصبحت “السلفيةالجهادية” وصفاً محتكراً في أيدي مجموعة من الناس، يظن الواحد منهم أنه قيم على منهج السلف، فينادي بأعلى صوته “أنا السلفية الجهادية”، فمن كان “أنا” فهو “سلفي”، وإلا فليخرج من “السلفية” مذؤوماً مدحوراً.
وتساغ في دالك خطابات لا تمت للدعوة ولا للمرحلة بصلة, وما كنا نحسب أنه سيأتي زمان يخرج فيه نقاد من “السلفيين” من دائرة منهج السلف! ويخرجون فيه أهل العلم المعروفين بالتزامهم منهج السلف وان اخطاءوا كما وقع مع الاخ محمد الفيزازي وغيره ويخرجون فيه العاملين المجاهدين المتمسكين بالسنة الرافعين لوائها ككوادر الجماعة الاسلامية وغيرهم ممن كان ينحل فكر الجهاد وفق اجندة القاعدة . ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يتعداه إلى وصفهم باشنع الوصوف.. وانتهى الحال إلى تأليف كتب ورسائل، وإصدار تسجيلات في تصنيف واتهام من يخالف باجتهاده النمودج الفكري المطروح ولو كان من اعلمهم ، وقربهم من و إلى السلفية”.
لقد شوهت بعض ممارسات “السلفيين الجهاديين” منهج السلف، وقزمته في قضايا مرحلية الا وهي مسيل الدماء علما ان هذه الاخيرة لا تعدوا كونها وسيلة من الوسائل تخضع لفقه االمرحلة من حيث الضعف والقوة كما تقرر عند الاصوليين لا كما يفهمه المنخرطين في مافيا ترويج الاسلحة واستعمالها زعما لعبادة هي من اجل العبادات التي يلزمها خوف الله اولا ثم فقه رصين ورجاحة عقل وترجيح مصالح ، وانعزلت به عن الواقع، حتى صار الانتساب إلى السلف، والمناداة بالسنة منقصة في نظر الناس، إذ عندما يسمعون عن السلف “والسلفية” يظنون أنهم المختصون بالاحكام التكفير واصدار بطائق الاخراج من الملة والايغال في مسيل الدماء المعصومة التي لا يهضرها االا الشارع الحكيم بمقتضيات سطرت في كتب السنن… الخ الأمر الذي اضطرنا عند الانتساب إلى السلف أن نبيين للناس أن منهج السلف غير ما يرون، وخلاف ما يسمعون.
وكان من نتائج هذا الوضع أن عادت مقالات أهل الأهواء، ومناهجهم إلى الظهور، بعد أن عجز أهل السنة عن الارتفاع إلى مستوى منهجهم، والدعوة إليه، واستيعاب الناس الذين سروا بهم في البداية، ثم نبذوهم نبذ النوى، لما رأوهم تجمدوا عند قضايا لا يحيدون عنها. واعتقاد انه لن تقوم قائمة للاسلام الا باراقة الدماء والصراع المسلح وما علم هؤلاء ان النبي صلى الله عليه وسلم ما حارب الا اضطرارا وبايعاز من الله , وبمفهوم المخالفة انه العكس صحيح.
إن واقع “السلفيين الجهاديين ” بحاجة إلى دراسة ومراجعة! ومحاسبة مع الذات اولا ومع الفهم عن الله ثانيا ومع مكونات المجتمع الذي يعيش بين ظهرانيه لتحقيق الغاية المنشودة الا وهي تعميم الخير واخراج الناس من الظلمات الى النور عن طريق الحوار الفعال وعقد ندوات ومحاضرات تاسيا بالمصطفى صلى الله عليه وسلم ,والمأمول أن تكون هذه الدراسة دافعا للمخلصين الناضجين من أتباع المنهج! إلى دراسة الواقع وتشخيص حاجاته وأدوائه، وإلى إعادة دراسة أصول التوحيد ومقتضياته الملاءمة للعصر والمرحلة وفق منهج الله الذي هو رحمة للعالمين بعيدا عن التاثر بالاديولوجيا والافرازات الفكرية المجانية في الكثير من الاحيان صوابها والواقع يشهد بذالك، ومن ثم التفكير جدياً في إعادة جدولة الاهتمامات، وترتيب الأولويات.والخروج بمشروع يستوعب كافة مقتضيات المرحلة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وغيره …..
إن غض الطرف عن مبدأ التعديل (الذاتي) أوقع “السلفيين الجهاديين ” فيما انتقدوا عليه الناس قديماً، فنبذ التعصب للرجال، ومقولة الرجال يعرفون بالحق، وليس العكس، من أوائل المبادئ التي رفعوها، ثم لما أصبح لهم رجال رموز وقعوا في جدلية الرجال والمبادئ، صاروا يدورون حول الرجال وفوق المبادئ كبفما اتفق وان اسدلت بستار المنهج والجهاد والعجيب أنهم وقعوا في إشكالية الازدواجية في حمل المبدأ: فهم إذا تكلموا عن الآخرين اعني بهم من فهموا واستوعبوا روح النص اللازم اعماله وفق المرحلة”فكلامهم صراحة وتصحيح، وتقديم للمبادئ على العلاقات والأشخاص. أما إذا تكلم غيرهم عنهم، فلا بد أن يحترم العلماء والمجاهدون ، ويتأدب معهم، إنها ظاهرة الكيل بمكيالين!
ونحن في الحقيقة لا نطمع كثيرا بمن ارتبطت مصالحه “بالسلفية الجهادية بما عليها اليوم” في شكلها القائم، فإن من هذه حاله يصعب عليه الانعتاق من شبكة الفكر المرتطم و العلاقات المعقدة . وسيبقى اصحاب هذا الفكر رهينوا سلبية مقيتة ويسصعب عليهم مخالفة المحمسين لهم والتحيز الى الله ورسوله واجماع الامة,
ولكننا نخاطب الشباب المتعقل المعتقد بمنهج السلف الجهادي الصحيح الدي وان عرف الخطئ ومكمنه سارع الى تقويم الاعوجاج وتصحيح المسار، الذي يرى أن لا نهضة للمسلمين إلا بإحياء الشباب الذي لا مصلحة له. سوى النهوض بامر البلد والسير قدما نحو تطلعات مغرب جديد وفق اليات المرحلة لمواكبة كل التطورات المتعلقة بالتاسيس والبناء لصروح مجتمع سليم من الارتطام الفكري والتخبط المنهجي والايغال فيما انتقده اصحاب دالك المشروع انفسهم وهم الرموز من بينهم انه السبيل الاوحد لقيام منهج الله فوق ارض الله,
ولمخاطبة المسلمين ليعرفوا المنهج السلفي الحقيقي، وموقفه من القضايا المدروسة لعلنا نلتقي وإياهم لحمل الإسلام بدعوته؛ دعوة التوحيد… ومقتضياته المساهمة في تخليق الشان العام والتواصل مع مكونات المجتمع وفي الراهن المعيش,فمن البديهي عند كل مربي انه
لا يمكن لدولة الاسلام ان تقوم وحدها.. وانما لا بد ان تنشأ بين احضان الشعب المسلم.. لذلك لا بد من تربية الشعب اولاً تربية اسلامية ثم اقامة الدولة بعدها.. يعني لا يجوز مثل ان يقيموا الدولة بدون تربية الشعب على الاسلام اولاً..لان الشعب لن يتقبلهم اذا لم يكن مهيئاً لذلك “ولنا في السعودية وطالبان خير مثال على دالك,والعلاج الوحيد لكل ازمات الفكر السلفي الجهادي في مرحلتنا هته القطيعة مع الفكر الرغبوي ,
ما هو التفكير الرغبوي،؟…. انه ضربٌ من التفكير الذي ُتسيطر على ذهنية صاحبه رغباته، وتستعبده أهواؤه وأمنياته وشهواته، فلا يستطيع لذلك أن يرى الأمور بواقعية، ولا أن يُحللها بموضوعية وعدالة، فهو (لا يريد) أن يقتنع إلا بما يتوافقُ مع عواطفه وما يتمنى أن تكون عليه الأمور، ويتهربُ عادة من التفكير المنطقي السليم إذا كانت نتيجة هذا التفكير تتناقض مع قناعاته المبدئية، ولعل ذلك من أهم الأسباب التي جعلتهم يرفضون التعامل مع ضميمة الوقوف مع الذات والوسيلة والغاية والدراسة العلمية لمكامن الاخفاق والنجاح في المسار الدعوي ، بحجة أنها غير ملزمة ما دام ما عليه البعض هو تجسيد لحقيقة الاسلام وامتلاك للتصور الصحيح له، لذلك ترى السلفي الجهادي انتقائياً في الاستدلال، ينتقي من الأدلة ما يتوافق مع أهوائه، ويترك، أو يتجاوز، أو ُيضَعف، كل الأدلة الأخرى التي تدل إلى عكس ما ذهب إليه. ولأنه كذلك، تجد أن سياق خطابه المنطقي (مضطرب)، بعيداً عن العقلانية، ُمفعماً بالعواطف، لا يصمد طويلاً أمام النقد العقلي، أو المنهجي ..
وكما ترون، لا يمكن لهذا المنهج اللاعقلي أن يصمدَ أمام المنهج العقلي. ولأن ديننا ومنهجنا النبوي قائم على الاستدلال الصحيح بالنص الصريح واعمالا للقواعد المتفق عليها سلفا؛ لذلك فإن الفكر السلفي الجهادي في المغرب وان استمر على نفس منهجيته في التعامل مع قضيته لا يمكنه الخروج من الهوة السحيقة التي وضع نفسه فيها لزامنا وهو بهذه الصورة ، المهمشة لكل ما هو عقلي ومنطقي بعيد عن ، أن ينتج حلاً حضارياً لمتطلبات المشاركة الفعالة في تخليق الشان العام لبلدنا ، عاجز عن خلقِ البواعث والأسباب التي من شأنها إفراز حضارة حقيقية قادرة على المواكبة والمنافسة، وإقالة تخلفنا و عثرتنا الحضارية المتمثلة في كل المجالات، وليست مجرد حضارة لغة وأدب وفقه، مثلما كانت عليه ما تسمى بالحضارة العربية الإسلامية. ولعل هذه النقطة على وجه التحديد هي من أهم المعوقات الحضارية التي جعلت العربَ والمسلمين اليوم في ذيل ركب الحضارة المعاصرة ..وعيال عليها.
هناك مفصل هام في هيكلية الذهنية السلفية، وهو انشداده إلى الماضي، وكرهه للحاضربكل صروه ، وخوفه من المستقبل. فالزمن في الذهنية السلفية الجهاديةعبارة عن (منحنى)، يبدأ من عهد النبوة، ثم ينحدر مع الأيام، ليصبح ألامس هو الأفضل على الإطلاق، والغد هو الأسوأ مقارنة بالماضي، واليوم هو مرحلة زمنية هي أسوأ من الماضي، وأفضل من المستقبل.لذى تحتاج السلفية الجهادية برايي الى تقويم للتجربة والولوج الى مرحلة من البحث في العمق لتلك الاختلالات ومكامن الضعف من خلال دراسة واعية لادوات الهزيمة وتجليات البحث عن مكمن الخلل في التجربة من اجل اعادة خارطة الطريق الدعوية الى الواجهة التي رسمت لها بشكل بخدم مصالح الوطن المغربي والسير على درب اصلاح الهيكلة التنظيمية والتعاطي بحكمة مع كل مستجد والسعي لجعله في خدمة المسار الدعوي ويبقى تفعيل مضامين الدعوة هو المتراس الحقيقي امام كل العوائق كيفما كانت قوتها وسرعة تياراتها ولا يتاتى ذلك الا بالحوار العاقل الجاد الذي لم تنضج شروطه لدى هذا التيار بالمفهوم السياسي الداعي الى تصحيح الخلل الفكري لدى معتنقي الفكر السلفي الجهادي من حيث الممارسة. ان الشعور بالمسؤولية انطلاقا من الجانب الفكري مرورا بجانب الممارسة منطلقه ايمان صادق وانضباط بقواعد الوحي لانها تدفع العامل لدين الله ان يبلغ مراتب الكفاءة من حيث الاليات والاهداف لما هو موكل اليه من مهام و الترفع عما من شئنه تعزيز طموح العمل للدين بشكل مغلوط انطلاقا من انفعال حماسي لا منضبط، والترفع عن منطق التصحيح لما جانب الصواب في طريق الدعوة حيث الوقوف سلبيا ظنا ان التصحيح هو نوع مغامرة على حساب الشعبية والتفاف الناس واستعمال كل الحجج لتبرير الموقف القائم انحرافا.

تونس و الرهانات المستقبلية للطاقة

حوار مع احد الخبراء التونسيين في الطاقة صادر اليوم يبين حقيقة الثروات الموجودة في تونس ومن يقوم بنهبها وخاصة شركة بريتش غاز البريطانية. وأنا قمت بحذف العنوان والمقدمة الذين وضعتهم الصحيفة ووضعت فقط الحوار

http://www.assabah.com.tn/article-86301.html

منذ أشهر وغاز الشيست في تونس بات ملفا مثيرا للجدل بين أكثر من طرف.. كخبير دولي في الطاقة وباحث في خفايا الشيست، لماذا يثير هذا الغاز كل هذه الشكوك ولماذا يتحدّث الخبراء عن صفقة ملغومة؟
ـ هناك سؤال تاريخي طالما حمل الاجابة في طياته وعكس في كل حقبة زمنية الأطماع الاجنبية في بلدنا.. لماذا كل الغزاة الوافدين علينا يرغبون في الاستقرار على هذه الأرض؟.. والإجابة هنا تبدو واضحة فتونس موقع جغرافي وجيوسياسي جبّار وكذلك مكمن هائل للثروات الضخمة.. إذ تكتنز العديد منها كالمعادن والبترول وكذلك الفسفاط..
فمثلا بالنسبة للبترول فان ثروتنا منها توجد في مثلث أرضنا التي تفصل بين ليبيا والجزائر.. الذي هو جزء من حقل غدامس (جنوب شرق الجزائر وشمال غرب ليبيا والنصف الجنوبي من تونس..) وهذا الحقل يشمل تقريبا نصف المساحة التونسية في اتجاه الجنوب من شط الجريد.. وبالتالي الجنوب كله بترول ومياه جوفية وغاز..
هل هناك تقديرات لحجم هذه الثروات؟
ـ لدينا 121 ألف ميل مربّع من المساحة كلها غاز الشيست، وهذا الغاز يشبه «عجينة من طين» منتج للبترول.. وحسب معاهد غربية متخصصة وبالنظر الى الخرائط الجيولوجية صادرة عن مراكز بحث أمريكية، يمكن أن تكون لتونس نفس كمية البترول التي في ليبيا وحتى أكثر وهذا ما قد يفسّر محاولات الولايات المتحدة الأمريكية المستميتة لوضع يدها على البلاد سياسيا واقتصاديا.
إذا كنا نملك كل هذا المخزون من الثروات النفطية، لماذا لا ينعكس هذا على إنتاجنا ولا يوفر لنا العائدات الضخمة كما في بلدان الجوار؟
ـ أقول فقط أن هناك 80 مليار متر مكعّب من الغاز لم يقع استغلالها بعد.. وكان من المفروض أن يكون انتاجنا -لو أحسنا- التعامل مع مكامن هذه الثروة قريبا من انتاج ليبيا مثلا.. والمؤسسات الأجنبية التي تعاقدت معها الدولة التونسية لاستخراج هذه الثروة تناهز 25 مؤسسة.. والمؤسسات الوطنية التي تعالج القضية البترولية يتجاوز عددها الـ10 مؤسسات، هذه المؤسسات تشابكت علاقاتها ومصالحها الى درجة لا يمكن معها ايجاد من تحاسبه على اهمال أو ضياع هذه الثروات.. وانا أملك وثيقة تاريخية ذهلت عند الاطلاع عليها، ففي سنة 1919 كانت فرنسا تفكّر جديا في ترك تونس وشكّلت لجنة من الخبراء لتقييم مردودية الوجود الفرنسي في تونس.. وأعدّ الخبراء تقريرا بعنوان «ثروات تونس» هذا الكتاب أفرج عليه منذ سنوات قليلة فقط، وصدر في الكيباك وهو كتاب في شكل تقرير فني رصد كل محاصيل تونس من الفلاحة والمناجم والذهب والبترول وبناء عليه تم تمديد الاحتلال.. وحسب هذا التقرير لدينا ثروات وقع التعتيم عليها أثناء فترة الاحتلال والتغاضي عنها زمن بورقيبة لغايات تبدو مجهولة ولعلها تكون جزءا من اتفاقية الاستقلال، وهو ما تواصل كذلك إبان حكم بن علي الذي شهد أقصى درجات الشذوذ الاقتصادي..
ما حقيقة أننا نملك مخزونا لا بأس به من معدن الذهب؟
ـ منذ قرون في بلادنا نجد ما نسميه بالشيشخان الذي هو دليل قاطع على وجود هذا المعدن النفيس لأن الشيشخان في معناه العلمي هو المادة الخام لهذا المعدن.. الذهب موجود لكن لا بدّ من استراتيجية واضحة لاستخراجه لأنه مكلف وملوّث..
الذهب هل هو موجود في منجم سرى ورتان ؟
ـ الذهب موجود في هذا المنجم لكن لن يكون من المجدي أن يتم استخراجه اذا لم يستخرج أيضا الفسفاط والذهب واليورانيوم.. أي يصبح هناك مجمّع كيميائي قادر على حلّ معضلة البطالة في كامل منطقة الشمال الغربي ككل..
واليوم هناك طرق حديثة لاستقطاب المعادن باعتماد نفس تقنية تحلية المياه، اي استخراج المعادن كلها على جهة والتربة على جهة أخرى، وبعد ذلك يتم فرز المعادن حسب الصهارة وحسب درجة ذوبان المعادن..
هل تشعر ان الشركات الكبرى العالمية واعية بحجم ثروات تونس وتسعى للاستحواذ عليها؟
ـ فعلا هم واعون بذلك والدليل تسابقهم للقدوم الينا..
هناك وفد رفيع من شركة بريتش غاز قام بمقابلة الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي هل تعتبر ذلك أنه يتنزّل في سياق بحث هذه الشركة على حلفاء لتسهيل وجودهم في تونس؟
ـ ابحثوا فقط عن سرّ علاقة المرزوقي وبريتش غاز..
صفقة التنقيب على غاز الشيست.. لماذا وصفت بأنها صفقة ملغومة؟
ـ هو مهر العروسة .. مهر صعود النهضة الى السلطة وأتحمّل مسؤوليتي في ذلك.. فلوبيات المال والاقتصاد هي التي تحرّك اللعبة السياسية..
فبعد محاولاتنا المستميتة للفت نظر حكومة الجبالي إلى خطورة استخراج الشيست، اعتقادا منّا ان مخاطرها قد تكون ما تزال غامضة.. ولكن فجأة يطالعنا الشخاري يوم 18 سبتمبر ويعلن عن توقيع عقد مع شركة شال بـ250 مليون دينار فأخرجت فيديو «جريمة استخراج غاز الشيست في تونس وتحطيم كيان الدولة التونسية» وقد طاف هذا الفيديو العالم وتمّ التراجع من الحكومة عن هذا الامر الخطير من خلال المراوحة بين النفي والتأكيد.. لكن معركتنا متواصلة.
ما هي المخاطر الحقيقية لغاز الشيست؟
ـ إن التلويث البكتيريولوجي المسبب للآفات والأوبئة الفتاكة ذات العلاقة المباشرة بصحة البشر والحيوان وجميع الأحياء الأخرى يعد وجها من أوجه الخطورة المتصلة بعملية التنقيب عن الغاز الصخري.
فعندما تسحب بكتيريا الشيست الى سطح الارض تصبح هذه البكتيريا مؤذية وانا من الذين يدّعون أن فيروسا ايبولا والايدز قدما من عمق الأرض، لأن المنطقة التي خلق فيها هذان الفيروسان هي نفس المنطقة التي عششت فيها مؤسسات الشركات المتعددة الجنسية وكثفت فيها من أعمال التنقيب والاستخراج ومنها استخراج غاز الشيست..
وتلوّث المياه قد يتسبّب في أمراض سرطانية كالعقم وكذلك في بعض التشوهات الخلقية للأجنة بالنسبة للحوامل كما حدث في بولونيا..
لأن الأم الحامل لما تشرب مستخرجات غاز الشيست تصاب بتشوهات هرمونية وكل انواع امراض السرطان..
هل مخزوننا من المياه الجوفية مهدّد ؟
ـ المياه سائرة نحو النضوب خاصّة في الجنوب بسبب الاستهلاك المتوحّش في حقل البرمة..
والمياه المستعملة لكسر أحجار الآردواز لاستخراج الشيست تتحول بعد عملية التكسير إلى مياه ملوثة من الدرجة الأولى وذات خطورة قصوى على البيئة والأحياء بانواعها لأنه يتم مزجها بمواد كيمياوية يتجاوز عددها 25 مادة منها تسع مواد مسرطنة وسامة وهي عبارة عن عقاقير لمنع بكتيريا الأردواز الخطيرة من الوصول إلى السطح والتسبب في الأوبئة الفتاكة مع خليط من مواد لزجة ومواد أخرى بزعم التعقيم والتطهير..
هل يتسبب استخراج غاز الشيست في الزلازل؟
ـ أكرر غاز الشيست نعمة التي يجب أن نحسن استغلالها.. فاليوم ليس هناك تكنولوجيا آمنة تسمح باستخراج هذا الغاز.. لكن منطقة القيروان مثلا تقع فوق صفيحة تكتونية متهتكة ومتشرخة بشكل دراماتيكي لأنها تقع على حافة التماس بين الصفيحة الأوروبية والصفيحة الإفريقية، وحركة الصفائح تؤثر مباشرة على نقاط الاحتكاك والتماس، وهذه المنطقة تشهد نشاطا جيولوجيا دائما وهي منطقة زلازل محتملة وخاصّة تلك التي في منطقة بوحجلة..
لا ننسى مثلا أنه في منطقة دوز حدث انزلاق ارضي وتم نشره في وسائل الاعلام.. الشركة المستغلة لغاز الشيست جنوبي شط الجريد قد قامت قبل يومين بتفجير في هذه المنطقة.. وهذا التفجير مسجّل في الموقع الرسمي لهذه الشركة المستغلة لحقل الفرانيق..
ما هي المناطق التي سيتم فيها التنقيب عن غاز الشيست؟
ـ في حقل الفرانيق جنوب شط الجريد.. وهو يتبع الحقل النفطي غدامس الممتد الى تونس.. وكذلك منطقة القصرين والمظيلة وجهة القيروان.. فأينما وجدت مياه جوفية نجد بترولا وغازا.. وأمريكا تريد بيع تكنولوجيا استخراج غاز الشيست وتسويقه في كل العالم..
ما هو سرّ التلوّث البيئي في قابس؟
ـ كل ما أقوله أن هناك امكانية تلوّث من مدافن نووية.. تستر عليها نظام بن علي.. أنا لا أؤكّد ولا أنفي.. قوموا باختبار الاشعاع في هذه المنطقة في مختبرات دولية.. فستقفوا على الحقيقة كما هي..
أنت تشك أن في بن غيلوف مدفنا نوويا؟
ـ لا أريد أن أنفي ولا أن أؤكّد.. فقط اختبروا المنطقة.. لا أريد اثارة الهلع في صفوف السكان.. كل ما أريده هو أن تؤخذ عينات على أعماق مختلفة وتذهب الى مخابر دولية مختصّة..
هل هناك بارونات فساد في قطاع الصناعة ؟
ـ قوانينا لا تحمي ثرواتنا.. وأستغرب لِمَ لمْ تراجع هذه القوانين الى اليوم؟.. لدرجة أن هناك عقود نهب تبرم بعد الثروة.. ملف الثروات الطبيعية في تونس ملف دقيق وحسّاس ويحتكر جزءا هاما من السيادة الوطنية.. أريد أن أفهم لماذا نربط انفسنا بزواج كاثوليكي مع شركة بريتش غاز؟ ألم تخطئ مرة وتخسر احدى المناقصات؟.. هذه الشركة تتمعّش من ثرواتنا واليوم لا بدّ من مراجعة كل العقود الدولية في قطاع الطاقة.

نقد قانون الطوارئ في تونس

توضيح حول نظرية حالة الطوارئ و نظرية الظروف الاستثنائية : قانون الطوارئ هو قانون يأخذ في تشريعه مسار أي قانون آخر ولكنه قانون معلق ولا يصبح نافذاً إلا بمرسوم يعلن إطلاق الأحكام العرفية أو ما يسمى حالة الطوارئ. يمكن فرض حالة الطوارئ على البلاد كافة أو على جزء منها كما تحدد بعض الدساتير فترة زمنية محددة لفرض حالة الطوارئ لا ينبغي تجاوزها. يتضمن قانون الطوارئ سحب بعض الصلاحيات من السلطات التشريعية والقضائية وإسنادها إلى السلطة التنفيذية مما يمنهحا صلاحيات واسعة جداً. كما يتضمن قانون الطوارئ عادة تحديد لحقوق وحريات المواطنين مثل إلقاء القبض على المشتبهين لفترات قد تكون غير محدودة دون توجيه اتهام لهم أو منع حق التجمع أو منع التجول في أوقات أو أماكن %